
جوزف أبي ضاهر
غربة
الغربة في المدن الكبرى مدخل لامتلاك هويّة جديدة.
والغربة في القرى والبلدات الصغيرة باب مقفل على رُهاب حيرة صامتة.
***
ولا واحدة
مرّ زمن وأنا أتعلّم أبجديّات الأمكنة.
ولا واحدة تشبه أخرى.
ـ أين أسكن؟
***
استراحة
مشت الأزمنة متثاقلة وما صادفت محطّة واحدة لترتاح فيها.
… وربما لتريح!
***
خارج السلطة
خبأت أزمنة في ذاكرتي، عبثت بصورها وناسها وحميميّاتها.
لا آبه لكلامِ غدٍ سأكون خارج سلطته.
***
أمكنة
للأزمنة أمكنة مفضّلة.
وللناس أمكنة مفضّلة.
والأمكنة ذاتها، تستقبل وتودّع ولم تتعب من تبدّل الأزمة والناس والثياب.
***
هيمنة
الاستيطان فرض هيمنة مصطنعة على السكّان والمكان والزمان.
… وربما على التاريخ المتآمر مع كتّابه لتجميل الهجرة والغربة.
***
نصٌّ
ذَهَبتُ إلى نهرٍ وسلّمته مجموعة مفاتيح:
ـ احملها إلى مَن لا يجيدون وسيلة لفتح باب نَصٍّ فيدخلونه.
***
تقليد
التقليد حارس ظلِّ الإنسان منذ ولد.
كبر الإنسان وشاخ ومات، وانتقل التقليد إرثًا لم يختلف عليه أحد.
***
مضمون
كثيرة النصوص التي يتبعها صاحبها لشرح مضمونها.
***
شعراء
الشعراء لا يكتبون كلّ ما يتخيّلون.
ولو فعلوا… لاشتعلت حرائق.
***
كلام
أرتّب الكلام قبل السماح له بمواجهة الناس.
لا أريده يرجع إليّ مذمومًا.