
نَدى نعمه بجّاني
وَبي مِنْ مَواسِمِ المَحَبَّةِ ما رَمَتْكَ بهِ الحَياةْ،
وَكُلُّ محبَّةٍ في الأَرْضِ
طالَتْ مِن عِرقِكَ لَها جذرًا مُتَصَعِّدًا نَحوَ القِمَمِ
يا ذاتَ اليَراعاتِ الرَّيّانَةِ وَالقَوافِيَ الجَليلَةْ
إذا مَرَرْتَ .. إحْمَرَّ نَسيمٌ وَتَضَوَّعَ عِطْرٌ
وَإنْ كَتَبْتَ .. ألْبَسْتَ الحُروفَ تِبْرًا وَرَصَّعْتَ الأبياتْ
قَدْ ذَكَرْتُكَ وَالقَلْبُ حُلُمَ شَبابٍ مُوَدِّعٌ
يَسيلُ بدَمْعِ النَّدَمِ المُتَرائي
وَالسَّنا في العَينَينِ مُشِعٌّ
أطْرَحُ عَلى جانِبَيِّ الطَّريقِ خَواطِري
تَعوقُ سَيري دَمعَةٌ حَمْراءُ
تَقَطَّرَتْ في شَفَقٍ مِنَ العَقيقِ نِضارُهُ
كَأنَّ آخِرَ دُموعِ الكَوْنِ انْحَدَرَتْ وَامْتَزَجَتْ بدَمْعي
وَكَأنَّ دَمعَةً مِنْ جَفنِ مُشْتاقٍ آنَسَتْ زَوالَ أيّامي
فَرَأيْتُ عَلى ثَغرِ الزّمَنِ ابْتِسامَةَ ثَغْري
كَمُرورِ الشَّمسِ بَينَ غَمامَتَينْ
وَتَراءَتْ نَظَراتُ القَلْبِ المَغْلوبِ
كُلَّما دَنَوْتَ تِجاهَ نَواظِري
بَدَوْتَ بَينَ مَوَدَّتي ورَجائي
كَلَمى السَّحابِ الغاربِ إزائي
تُمَزّقُ يَداكَ كُلَّ عَتيقٍ،
وَكُلَّ مَألوفٍ، وكُلَّ خُيَلائي
فَأَرى فيكَ صُبْحي، وَأَرى عِشائي
وَأرى العَقيقَ يَسوغُ فَوقَ رياضي
وَالحَريرَ يَتَناسَجُ في روحي وَفي جَسَدي….
*من ديوان “قَصيدَةٌ .. حَتّى .. المَمات”